كعادتها كل مساء ترتب بعض الأمور في خيمتها ثم تبدأ بإعداد وجبة العشاء لصغارها، وهاهي قد أعدت الشاي وشارفت على الانتهاء، وفجأة بدأت تتعالى صرخات صغيرها قيس البالغ من العمر 6 سنوات، سارعت فزعة إليه، وإذا بالشاي المغلي قد انسكب على الصغير وأصابه بحروق من الدرجة الثانية في يده اليسرى ورجله اليسرى. تعيش والدة قيس مع صغارها في مخيم البرج (3) التابع لمنطقة باتبو بريف إدلب الشمالي، لم تتمكن حينها من الذهاب بطفلها لمعالجته بسبب عدم توفر آلية النقل، ناهيك عن بعد المسافة بين مخيمها وأقرب مركز صحي.. تقول والدة قيس: ” كنت أعلم بأن عيادة باتبو المتنقلة ستزور مخيمنا في صباح اليوم التالي، لم أتمكن ليلتها من النوم، تارة أضمد جروح الطفل بقطعة قماش مبللة بالماء، وتارة أنفخ الهواء على تلك الحروق، علني أخفف من آلامه ولو قليلاً”.ومع اشراقة صباح اليوم التالي أقبلت عيادة باتبو المتنقلة، لتشرق معها الطمأنينة في قلب أم قيس بعد ليلة مليئة بالخوف والتوتر والتعب. استقبلت العيادة الصغير وبدأت بطمأنة الأم وإجراءات علاج الحروق، من تنظيفها بشكل جيد وتعقيمها بالمعقمات المناسبة، ومن ثم تغطية الحروق بالكريمات المهدئة والمعالجة، إضافة إلى تضميد الحروق بالشاش المعقم، وأخيراً توديع الأم بعد منحها الأدوية المسكنة للآلام والصادات الحيوية المناسبة، مع التأكيد عليها بضرورة مراجعة العيادة بشكل دوري. وبالفعل انتظمت الأم بزيارة العيادة، وفي كل زيارة كان فريق العيادة يعمل على إعادة التنظيف والتعقيم والتضميد مع وصف الأدوية المناسبة، وفي كل زيارة كانت تزداد سعادة الأم وهي ترى حروق طفلها وقد تماثلت إلى الشفاء.